Posts

Showing posts from January, 2017

قهوة الركود - الجزء السادس

Image
فنجان قهوة و تأمل المارة من خلف نوافذ قهوة الركود أصبح تقليداً صباحياً لهتاف منذ  أن أصبحت من رواد القهوة ... تعيش هتاف حياتان مختلفتان لا يمكن لأحد أن يتخيل أن شخص واحد قد يعيشهم. ترى الصمت و الهدوء  الذي يسبق العاصفة في جلستها و الأمل و الفرح في ابتسامتها و لا تستطيع إلا أن تبادلها الإبتسامة.  مفكرتها تزدحم بالمواعيد و حالها وحيد يجلس في الركن الأخير بانتظار أن تخلع قناع الأمل.  هي تنتظر لحظة لتصرخ  بأعلى صوت بأنها ليست على ما يرام ... هي تنتظر لحظة لتخبرهم أن ألما قد أصاب روحها منذ زمن بعيد و يريد الخروج من جوفها لشفتيها...  في رواية العم صابر: هتاف تنتظر لحظة لتصرخ و لكن لا تعلم إن كانت تنتظر لحظة هدوء أو تحتاج أن تصرخ وسط ضجيج فلا ترى نظرة لن ترمم ألمها.  

الآخر

Image
بين ملايين الكلمات و آلاف الضحكات و مئات الأحزان ننثر مشاعرنا في الحياة. يخيم الصمت علينا ليغرقنا في دوامات الفرح أو الحزن و الذكريات أو حتى المستقبل البعيد  .  فنرى أنفسنا عبر أحلامنا بينما يرانا الآخرون عبر أفعالنا في الحاضر ، و تبدأ الفجوة بيننا و بين الآخر . آه آه آه من الآخر  ..  إنه لا يعرف ما يجول في أذهاننا و ما نشعر به اتجاه الحياة. لكل منا لحن ينشده على حدى .. قد لا نسمع حتى لحن من يجلس بجوارنا ، فتتسع الفجوة من جديد و يصبح الآخر بعيدا أكثر من ذي قبل. فحقا .. كم منا فكر أن يسمع لحن الآخر؟؟؟   قد بحثتُ عنك بين ملايين الأشخاص , رسمتُ ملامح وجهك على نافذتي في الشتاء و على غيوم ليلة صيفية هادئة ، أخبرت النجوم عنك ملايين الحكايات و غرقتُ في النوم ليلا لعل الحلم يجمعنا . اقتربتُ منك أيها الآخر بخوف و كأنني أسرق النظرات من عيون الناس و قلبي يرتجف من شدة الخوف ، ارتديتُ معطفي الشتوي كي لا تسمع النبضات الخائفة ...الحزينة ..الوحيدة .  اعذرني لأني لم أعد أقوى على المكوث ؛ فلحني أصبح خافتا و اقترب من الموت ، يلتقط أنفاسه الأخيرة في هذه الحياة....

تقاطع القدر

Image
هما يلتقيان كل صباح في تقاطع القدر... هي تحتضن كوب من القهوة بخارها يحجب النظر و هو يرتدي نظارة سوداء. هو يستقل حافلة الثامنة و هي تعبر الطريق بإتجاه مبنى ينتظر الحافلة بجواره.. كل ما رأته من بعيد أسرعت لعلها تتمكن من تجاوز السيارات لتصل إلى الطرف الآخر قبل أن يستقل الحافلة. عام من المحاولات لرؤية وجهه عن قرب باءت بالفشل و كأن القدر يخبرها أن القمر يبدو أجمل في السماء.