Posts

Showing posts from December, 2018

إشارة المرور - الجزء الثالث

Image
كان صباحاً رمادياً بلا ملامح، الساعة لم تتجاوز السابعة و النصف. الطرقات مغطاة بالمطر و لا أرى سوى رجل طويل، شعره أسود تسللت إليه بعض الشعرات البيضاء. اقترب منه مشرد بذراعين مفتوحتين لحضن قد يخفف من وحشة ذلك الصباح. إلا أن الرجل سار بضع خطوات ليبتعد. تلك الخطوات دفعت المتشرد لفتح حديث مع الرجل ليطلب النقود من أجل قهوة أو ما شابه. بضع ثواني و أصبح حوار بين الرجل و المشرد. بضع مترات كان الرجل ليشتري قهوة من محل أغلى و أفضل من ما طلب المتشرد. ذلك الحديث كان لخمس دقائق ما يعادل 500 متر. لأتسائل هل خمس دقائق من الإصرار كفيلة بتحقيق الأحلام؟!

سعادة مشروطة

Image
CREDIT FLICKR - كان يا مكان في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان نحكي ولا إنام؟ - نحكي و نسمع الكلام يا سادة يا كرام - لما تكملي الثلاثين رح تخلص مشاكلك و تعرفي رسالتك في الحياة و تكوني نضجت و عندك بيت و سيارة و الحياة رواق لسنين حلمت بالثلاثين للحصول على هذه الحياة. في نهاية العشرين للحظات شكيت بالحكاية، بس حكيت لحالي: الله يخزيك يا شيطان، و قصص الحجة بحياتها ما خابت. لحد ما صحيت بعيد ميلادي الثلاثين و اكتشفت إنه مشاكل العشرين يلي ما حليتها بعدها و التصرفات الطفولية( الإيجابية و سلبية) ما اختفت و بعدني عالقه بدوامة القيل و القال و ما عرفت هدفي يلي استنيت هاليوم لأعرفه و ما عندي لا بيت ولا سيارة بس الأكيد إنه عندي تجربة أحسن من ابن العشرين. و بهاليوم توته توته خلصت الحتوته و بلشت أحل مشاكلي يلي كنت مأجلهتا وقررت أطلع من دوامة القيل و القال. و دخلت بدوامة سعادة مرتبطة بتحقيق هدف معين و بلشت حياتي توقف، اليوم زي مبارح زي بكرة حتى يتحقق الهدف. بعد سنة و نص لا الهدف تحقق و الحياة ماشية و أنا بتفرج عليها. من أسبوع حد قلي: " ممكن ت...

قهوة الركود - الجزء الحادي عشر

Image
أغلقت الثلوج الطرقات و تعسرت المواصلات و رواد قهوة الركود تغيبوا رغم ذلك أصر العم صابر على فتح القهوة ليدخل جمال  مبتسم ، مشرق الوجه و يستقر بجانب المدفأ. إنها الزيارة الأولى في يوم غير متوقع ليدور حديث عميق، شيق بينه و بين العم صابر تصاحبه قهوة سوداء و موسيقى غذبه.  كان الحديث كفيل لتكوين صورة مبدئية من هو جمال و جعله يعود في المستقبل البعيد.   جمال يزور القهوة بين الحين و الآخر يجلس مع العم صابر و يدور بينهم حديث جميل. رغم زيارته المتباعدة إلا أنه يعود إلى القهوة و الحديث بإبتسامته و عفويته و أسرار حياته التي لا يتحدث عنها.  صدفه قادت  جمال    إلى قهوة الركود و شوق لحديث عفوي يعيده.