علامة إستفهام



خلف تلك النافذة يجلس أطفال ومعلمة ولوح و طبشور و حروف تنظر دورها لترسم المستقبل ,,,لتخرج جملة معترضة من المعلمة :"لماذا تضحك؟ ضحكنا معك؟" نبرة ونظرة تجعل الطفل متهماً بسبب إبتسامة عفوية لم تنسف احترامه للمعلمة و لم تحول الصف لقاعة مسرح إلا أنها حولت الإبتسامة العفوية لجريمة يحاكم عليها القانون الصفي.
تلتصق جدار المدرسة بمنازل الحي التي يعود إليها الأطفال، فتبحث الأم عن إبتسامة طفلها كل لحظة لتجد علامة إستفهام : هل الإبتسامة تهمة؟ أم فطرة؟ وتقف حائرة أمام عيني طفلها، كيف لها أن تفسر لطفلها بأن الإبتسامة كقرع الطبول البعض يطلقها فرحاً والبعض يطلقها حزناً. فالطفل يعلم أن الإبتسامة فطرة تعكس فرحه.
وفي غرفة الضيوف أبوه يبتسم بدبلوماسية لضيف لا يعلم أي ألمٍ في الظهر قد سيطر عليه كي لا يعكر فرحهُ لحصوله على ترقية.

وفي الطابق السفلي، فتتواجد عيادة أسنان يزوها شباب الحي بحثاً عن إبتسامة المشاهير أما كبار السن و يزروها ليزيلوا ألمًا حرمهم الضحك على من يركضون وراء سراب الحياة تاركين جمالها الحقيقي خلفهم.

ملاحظة:تمنشر المقال في مشروع قلم

Comments

Popular posts from this blog

رحيل اضطراري

الخريف

همسات الإنتظار

ضجيج المدينة