مشاعر خاملة

أقرأ التاريخ و اليوم في كل صباح ,,,, مزاجي كل يوم مختلف فهو يرتكز على نفسيتي و مشاعري ,,,, قهوتي مكونة من ملعقة قهوة و ملعقة سكر و قليل من الكريم ,,, رغم أن المقادير واحدة إلا أن طعمها يتفاوت .
 نافذتي تحمل إطلاله بيضاء بلون ثلج الشتاء و خضراء في الربيع و الصيف و فيها ألوان الخريف. برغم ذلك لكل يوم إطلالته و سحره الخاص ,,, ورغم هذا الاختلاف إلا أني اعتدت عليها و تقبلتها و لم أعد أشتكي منها و من تقلبها ,,, هي تعتمد على مزاجي الذي يتعكز على نفسيتي التي تتبع مشاعري  المحصورة بعدد معين .
 لكن حسب قانون الحياة فلكل قاعدة شواذ و التغير مطلوب و الجديد يطرق الباب مرة كل عام في يوم مجهول من شهر الغموض ,,, تتسلسل نسمة إلى حياتي فتنشط مشاعر خاملة ,,, فتغير إطلاله نافذتي و طعم قهوتي حتى ملامح وجهي ,,, للحظات ... يتهيأ لي بأنها ستلازمني إلى اللانهاية فأحاول تنظيم حياتي من جديد و أدرجها في خانة الأولويات و قد يخطر ببالي أن أستخدمها لترميم ما تلف من حياتي أو إعادة إعمار جزء منه تدمر نتيجة الحرب أو كارثة طبيعية .
 و الآن وقد أعتدت عليها و أصبحت حياتي تسير على نظام يحويها و كل شي من وجه نظري في حالة استقرار ,,,, قرع جرس الإنذار ليحذرني أو ليخبرني بأن الرحيل قد حان و أن المشاعر ستعود إلى الخمول ,,, فاطلب العون من الكادر الطبي ليمدها بالأكسجين و جهاز الصدمات و لكن صفير موتها يجول في جسدي و يعلن الوفاة – الخمول.
 فأعود أدراجي و أغلق أبوابي و أتقوقع على مشاعري لا أعلم إن كانت تواسني! أم أني أعتذر لها لأني سمحت لزائر أن يجلس معها و يتقاسم أيامي معها ,,, سرعة عودت مشاعري و حياتي كالسابق.. متفاوتة فهي تعتمد على إرادتي و درجة سواد نظارتي ,,, رغم ذلك أعود كالسابق ,,,, قد أعود متأخرة أو في الوقت المحدد فأجد شيئاً جديداً ينتظرني و يرغب بتنشيط مشاعر خاملة في داخلي ,,, فضولي البشري يدفعني للتجريب ,,, و من حقل التجارب أكون قد اكتشفت معظم المشاعر التي خلقها الله في داخلي ,,,, فأنا إنسان و خلقت لأتعلم و لا أتعلم إلا بالتجربة .

ملاحظة: تم نشر هذا المقال في مشروع قلم و  جريدة الأيام العدد الرابع