صديق دائم
الصمت صديق دائم ... صديق صدوق ... صديق يرافقنا منذ زمن بعيد ... يعرف أدق تفاصيلنا ... نطلب من الجميع أن يحترموا صمتنا و لكننا لا نحترم صمت الآخرين ... لماذا؟؟ لماذا نعتبره حقا شرعي لنا و محرم على غيرنا ؟؟!!على الرغم من ذلك يصمت الجميع للحظات ... لساعات ... لأيام ... و أحيانا لسنوات ثم نعود ... منا من يتحدث بعد صمت و اّخرون يقومون بأفعال أما البقية فيضيعون بين أمواج الصمت . هل للصمت معنى واحد أم ملايين المعاني ؟ هل الصمت نعمة أم نقمة ؟ حقا لا أعلم , و لصدق القول إنها أسئلة تدور في رأسي و لم و لن أبحث عن إجابة لها !! رغم ذلك علمتني حياة بعضا من معانيه و أخرى لم يحن الوقت لمعرفتها بعد .
نصمت لنناجي سيد الخلق ، فندعو الله سبحانه و تعالى لنحدثه بما لا نستطيع أن نحدث الناس عنه ... نطلب منه الرحمة و الغفران و تيسر الأحوال .
نصمت حين نتحرش بذكرياتنا فيعاقبنا الحنين ... نصمت لكي نسمع صوت نحبه وسط زحام ... نصمت لنستجمع ذكرياتنا عن شخص قد رحل و لا نعلم إن كان هناك لقاء أم لا ...
نصمت لنفكر ونفكر ... نصمت لنرتب أفكارنا و نسلسلها حسب الأحداث فنكتشف حلقة مفقودة لتنقلنا من صمت التفكير إلى صمت البحث عن المفقود ... فنغرق في التفاصيل لعل المفقود يظهر مرددين عبارة : "إظهار و بأن عليك الأمان" ، في حالة ظهور المفقود نعود للتفكير و قد نتحول لصمت السؤال ... السؤال لماذا هذا الجزء مفقود و ليس غيره !!! و إن لم يظهر نتقل لصمت الخيال لنستكمل سلسلة أفكارنا ...
نصمت حين ننتقل إلى كراسي الاحتياط في لعبة ... أو حتى مسرحية كنا أبطالها ثم تحولنا إلى ضيوف شرف ... نصمت لنتأمل ما يحدث ، لنرى كيف تسير اللعبة من دوننا ...
نصمت حين تخوننا الكلمات ... فتلتف حول حنجرتنا و تضغط على صدورنا و ترفض الخروج ، فتشعل حربا أهلية بين عقولنا و الكلمات ... فيرفضوا توقيع معاهدات سلام ... لنغرق في الصمت و قلوبنا تصلي من أجل معاهدة لرفع الحمل عن صدورنا ...
نصمت و نصمت و نغرق في الصمت ... فلا حياة بلا صمت ولا صمت بلا معنى ... قد نصمت لسبب ما لا ندركه الآن و لكن لعلنا ندركه في يوم من الأيام ... لكن السؤال الذي يحيرني : كم شخص حصد نتائج صمته ؟؟ و كيف يكون الصمت ذا فائدة ؟؟ أسئلة كثيرة عن الصمت ذلك الصديق الذي يعرف عنا كل شيء و لا نعرف عنه شيء.
ملاحظة: لقد تم نشر المقال في سواليف و مشروع قلم
ملاحظة: لقد تم نشر المقال في سواليف و مشروع قلم
أنا معك بأن الصمت صديق ولكنه برأيي ليس دائم، فهنالك مواقف نضطر فيها للخروج من صمتنا فنحن
ReplyDeleteنصمت إذا شعرنا بأن كلامنا لن يغير من الموضوع شيئا ولتسير حياتنا على ما يرام بعيدة عن المشاكل.
صديق دائم نلجأ إليه من حين إلى آخر
Deleteنصمت حين نتحرش بذكرياتنا فيعاقبنا الحنين ... نصمت لكي نسمع صوت نحبه وسط زحام ... نصمت لنستجمع ذكرياتنا عن شخص قد رحل و لا نعلم إن كان هناك لقاء أم لا ...
ReplyDeleteأعجبتني جدا هذه الفقرة.. إلى الأمام يا رائعة
شكرا بتول
Deleteو إنشاء الله الخواطر الآخرى تعجبك
:)