حاضر الماضي
دقت الساعة معلنة السابعة مساء ,,,, توجه سعيد بإتجاه الغرفة المطلة على الحديقة ,,,, جلس في تلك الغرفة حتى العاشرة ,,, أطفاء الأنوار و صعد الدرج ,,,, دخل الحمام لتنظيف أسنانه ,,,, ثم توجه نحو غرفة النوم في آخر الممر على ضوء القمرالذي تسـلل من النافدة الصغيرة ,,,, أزال غطاء السرير ,,, و جلس على الحافة ,,, فتح الخزانة بجانب السريــر و أخرج صورة ,,,, قبلها و ألقى عليها تحية النوم ,,, و أعادها إلى مكانها ,,, و غطّ في نوم عميق ,,,, قرعت الساعة أجراسها لتعلن يوم جديد ,,, السادسة صباحا ,,,, اسيقظ سعيد من نومه,,, توجه نحو الحمام ,,, غسل وجه و نظف أسنانه ,,, عاد لغرفته ليـرتب السرير و يلقي تحية الصباح على الصورة ,,,, استبدل ملابس النوم بملابس الرياضة ,,,, توجة نحو الصالة ,,, ليمارس رياضته الصباحية على صوت فيروز ,,,, في تمام السابعة و الربع كان صوت ماء الاستحمام يملأ المنزل ,,,, ارتدى بدلة سوداء و قميص أسود و ربطة عنق سوداء ,,, توجه نحو المطبخ لإعداد القهوة و وضعها في كأس حافظة للحرارة ,,,, استقل سيارته و توجه نحو العمل ,,,, كان يومه يعج بالمواعيد و الملفات و الابتسامة لا تفارق وجه سعيد و كأنه يملك أسرار السعادة ,,,, و لا يتردد عن مساعدة عابر سبيل أو صديق ,,, إنها الخامسة مساءاً تعج الممرات بخطوات مسرعة نحو المنازل و أصوات المكاتب تغلق أبوابها معلنة انتهاء اليوم ,,, إلا سعيد يجلس خلف مكتبه حتى الخامسة و النصف ليتجنب الأزمة ,,,, يغلق مكتبه و يلقي التحية على رجل الأمن ,,,, و يتوجه نحو مطعم يتناول فيه الغداء ,,, يدخل المطعم و يلقي التحية على العاملين فيه - سعيد زبون دائم منذ ثلاث سنوات - يتقدم منه النادل و في يده صحف اليوم و كأس ماء و يخبره بأنه قد أعد له الطبق اليومي كالمعتاد ,,,, ما هي إلا دقائق حتى يبدأ بتناول الطعام ,,,, و مع آخر لقمة يحضر له النادل القهوة ,,, و يضع الحساب على الطاولة و يتجه نحو المنزل ,,, يفتح بابه ليجده باردا ,,,حزينا ,,, يفتقد الروح,,, فتعود البسمة أدراجها و يبدو وجهه دون أية ملامح ,,, يستبدل ملابسه ثم يراقب أخبارالعالم من خلف شاشة تلفازه الصغير ,,, و في تمام السابعة يتوجه نحو الغرفة المطلة على الحديقة ,,,, ليرسم الصورة التي بدأ بها منذ ثلاث سنوات حتى إمتلأت الغرفة بالصور ,,,, يحتفظ بها في هذه الغرفة و ينثرها في الرابع من نيسان في أرجاء المنزل ,,, و في الخامس من نيسان يمضي يومه معها ,, يقص لها القصص و يداعبها و كأنها شخص يتنفس ,,, وحين تعلن الساعة الثانية عشرة يعود ليجمع الصور من جديد و يعيدها إلى الغرفة ,,, و يعود إلى حياته المعتادة ..
سعيد يسكن
في كل منا ,,, يسكن في الجانب المظلم الذي لا يعلمه أحد ,,, وهنالك جانباَ فينا يملك
سحراَ خاصاَ ,,, حتى لو كان مؤلما ,,, نخفيه عن أعين الناس و حتى المقربين ,,, سعيد
يعيش ليوم واحد مع الصور التي يرسمها كل يوم ,,,
فقد نمضي العمر كله و نحن نخفي حقيقة تتحول إلى وهم يعيش فقط في مخيلتنا ,,, فنغرق بأوهامنا ,,, و يمر العمر و نفقد جزءا من الحاضر من أجل وهم رسمته لنا الذكريات ,,, لا أعلم
ماذا ننتظر ,,, هل ننتظر معجزة تمحي ذاكرتنا؟؟ أم معجزة
تحول خيالاتنا إلى واقع؟؟ ,,, أم أن فأس الإرادة و
الواقع سوف يساعد خيالاتنا لنعيش الواقع
و نحلم بمستقبل أفضل ,,, وحتى يأتي شخص
من المريخ ليحقق حلمك ,,, أو أن تخرج حورية البحر لتجلب اللؤلؤ من أعماق البحار
,,, ستبقى الأوهام أوهاماَ ما لم تبنى على واقع,,,
ملاحظة: تم نشر هذا المقال في مشروع قلم
ملاحظة: تم نشر هذا المقال في مشروع قلم
Wow.. 7beta kteer o feha kteer 7km betgnn .. merci
ReplyDeleteThanks Mustafa :)
Deletenice reallyy
ReplyDeleteThanks Mohammad :)
Deleteفي كل مره اقراها .. اتذكر نفسي .. سعيد فعلا شخصية كل واحد فينا
ReplyDelete" سعيد يسكن في كل منا ,,, يسكن في الجانب المظلم الذي لا يعلمه أحد ,,,"
DeleteMay be its not dark side
Deleteالمقصود بالجانب المظلم هو الجانب المخفي و لا يعلم عنه الجميع
Deleteرائعة رائعة ... فعلا شدت إنتباهي ، تصوير دقيق و جميل و شيق... بس ممكن عبير توضحيلي شو بيعمل ب ٤ نيسان ؟ و ليش ؟ هل هو عيد ميلاد حبيبته التي في خياله؟
ReplyDeleteالصورة لماضي من الممكن تكون حبيبة أو أم أو حتى عائلة و التاريخ هو التاؤيخ لي سيطر الماضي عليه و بلش يفقد الواقع
Delete:)حبيتها كتيييييييييير
ReplyDelete:D :D
Delete