أم سعيد
حل المساء باكرا ، شعرت بيومي كدقيقة لا غير ،نظرت من النافذة كل الأضواء خافته ... لا أرى سوى خيالات لأشخاص لا أعرف عنهم سوى قصص رسمتها في مخيلتي و هم أبطالها ....
أم سعيد أشهر نجوم قصصي .... فهي أم لأربعة أطفال : سعيد (عشر سنوات) و أمل (ثماني سنوات) و حسين (خمس سنوات) و أصغرهم محمد (تسعة اشهور)... أما زوجها فلم ألمحه سوى مرات قليلة ، لذلك اعتبرته مسافرا,,, يبدأ يوم أم سعيد مع أذآن الفجر، تصلي و تدعوا الله أن يمدها بالقوة لرعاية أطفالها و أن يرزق زوجها ....
في تمام السادسة تبدأ بقرع الأجراس و إنارة
الغرف ثم تعود إلى المطبخ لتحضير الفطور و عند السادسة و الربع تقرع الجرس الثاني
فتستيقظ أمل مسرعة إلى الحمام حتى لا يسبقها أحد و عندما تقرع جرس السادسة و النصف
تكون قد انتهت من إعداد الفطور و حقائب الطعام و تحمل بين ذراعيها حسين لإيقاذه
بماء الصنبور حتى
لا يتأخر عن حافلة
المدرسة ...
في تمام الساعة السابعة تودع أطفالها الثلاثة وهم متجهون إلى الحافلة... بين السابعة و السابعة و النصف تجلس على الكرسي الهزاز و في يمينها فنجان قهوة أظنها تحبها في الصباح بسكر زيادة و في يسراها جهاز التحكم بالتلفاز فتقلب بين القنوات ... تدمع عينها و تبتسم و تغني و قد ترقص خلال رحلتها بين القنوات ...
في السابعة و النصف تذهب لإيقاظ محمد و تداعبه و ترضعه ثم تداعب جسده الصغير بالماء الدافئ و تجلسه في كرسيه أمام التلفاز ... عند الثامنة و النصف تستبدل ملابس النوم بملابس العمل و تبدأ رحلتها اليومية من غرف النوم الى الحمام فالصالة و تنتهي بالمطبخ ... أظنهم يفضلون الدجاج على اللحم..والأرز الأصفر على الأبيض و يأكلون المخللات طوال العام ...
إنها الثانية عشرة بتوقيت أم سعيد وحان موعد إرضاع محمد والتغيير له ... و عند الساعة الثانية عشرة و النصف يطرق الباب ... و تدخل سعاد إنها الجارة التي تقطن في الشقة المقابلة تحمل في يدها ركوة القهوة ... تضعها على طاولة الطعام وتذهب لإحضار الفناجين... لم تفتح سوى خزانة الفناجين و كأنها تدخل مطبخها لا مطبخ جارتها ... و تبدآن بالحديث عن الأزواج و الأولاد و الأقارب و التلفاز حتى الواحدة و النصف ... بعد ذلك تتوجه أم سعيد إلى المطبخ لإعداد مائدة الغداء و عند الثانية تقف على الشرفة تحمل محمد بين ذراعيها وتترقب حافلة المدرسة.... يدخل الأولاد إلى المنزل يضعون حقائب المدرسة في غرفهم و يبدلون ملابسهم و يتوجهون نحو الطعام .....
في تمام الساعة السابعة تودع أطفالها الثلاثة وهم متجهون إلى الحافلة... بين السابعة و السابعة و النصف تجلس على الكرسي الهزاز و في يمينها فنجان قهوة أظنها تحبها في الصباح بسكر زيادة و في يسراها جهاز التحكم بالتلفاز فتقلب بين القنوات ... تدمع عينها و تبتسم و تغني و قد ترقص خلال رحلتها بين القنوات ...
في السابعة و النصف تذهب لإيقاظ محمد و تداعبه و ترضعه ثم تداعب جسده الصغير بالماء الدافئ و تجلسه في كرسيه أمام التلفاز ... عند الثامنة و النصف تستبدل ملابس النوم بملابس العمل و تبدأ رحلتها اليومية من غرف النوم الى الحمام فالصالة و تنتهي بالمطبخ ... أظنهم يفضلون الدجاج على اللحم..والأرز الأصفر على الأبيض و يأكلون المخللات طوال العام ...
إنها الثانية عشرة بتوقيت أم سعيد وحان موعد إرضاع محمد والتغيير له ... و عند الساعة الثانية عشرة و النصف يطرق الباب ... و تدخل سعاد إنها الجارة التي تقطن في الشقة المقابلة تحمل في يدها ركوة القهوة ... تضعها على طاولة الطعام وتذهب لإحضار الفناجين... لم تفتح سوى خزانة الفناجين و كأنها تدخل مطبخها لا مطبخ جارتها ... و تبدآن بالحديث عن الأزواج و الأولاد و الأقارب و التلفاز حتى الواحدة و النصف ... بعد ذلك تتوجه أم سعيد إلى المطبخ لإعداد مائدة الغداء و عند الثانية تقف على الشرفة تحمل محمد بين ذراعيها وتترقب حافلة المدرسة.... يدخل الأولاد إلى المنزل يضعون حقائب المدرسة في غرفهم و يبدلون ملابسهم و يتوجهون نحو الطعام .....
هذا
هو يوم أم سعيد حتى الساعة الثالثة عصرا ... و إن صح القول إنه يوم أم سعيد كما
أرغب أن يكون ... فانا من أحب قهوتي بسكر في الصباح و أنا من يفضل
الدجاج على اللحم و أنا من رغبت بصديق كسعاد يعرف وجعي و متى ابتسم من داخلي و متى ابكي ...
أما
جولة التلفاز الصباحية فهي جولتي بين الماضي و الحاضر و المستقبل ....
كم
منا ينظر الى الآخرين من أفكاره و ليس من أفكارهم ؟؟ كم منا جرح شخص لقصة في خياله
رسمها كقصة أم سعيد؟ كم مرة كنت أم سعيد في قصة لاتعلم عنها شيء ؟
لم أعد أرغب بأن أكون أم سعيد في قصة من قصص الجيران و الأصدقاء و المجتمع و لا أن أظلم الآخرين بقصص من نسج خيالي لذلك قررت أن أجمد أفكاري وخيالاتي لعلي ألمح وجوهاً حقيقية....
ملاحظة: تم نشر المقال في مشروع قلم
ملاحظة: تم نشر المقال في مشروع قلم
Comments
Post a Comment