كل تأخيرة فيها خيرة

مصدر الصورة

"لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"
"كل تأخيرة فيها خيرة"
عبارتان  تسيطران على تفاصيل أيامنا ,, الأولى نقدمها كنصيحة ونرددها ملايين المرات أما على الصعيد العملي فإننا نطبق الثانية على أمل أن يتغير شيء بين لحظة و أخرى؛ لقناعة مطلقة أن الصبر سيصوب جميع أخطائنا ,,,
 رغم قناعتنا المطلقة أن المهام الموكلة لشخصنا الكريم لن يصلح أن يقوم بها سوانا و أن لا مفر منها وبمجرد إنجازها سنشعر بحمل أقل ولو لفترة قصيرة قبل ظهور مهام جديدة، إلا أننا مازلنا مصرين على التأجيل ,,,
 كل منا أجل جزء من حياته لينجز جزء آخر على مبدأ "رتب أولوياتك" لتحقيق أحلامك ,, لكن عند  تطبيق نستخدم مبدأ "اشطب على حياتك و على الآخرين من أجل أولوية ما".

رسائل مهملة تحتاج لدقيقة أودقيقتين ,,, كتب مصابة بالربو من كثرة الغبار تبحث عن قارئ ,,, أحلام مؤجلة لانه" مش وقتها هلا" أو "حكى فاضي" من وجهة نظر مجتمع لا يعلم عنك سوى إسم و وظيفة و لون بشرة ,,, حتى القهوة نشربها باردة بحجة " بنحبها باردة" والحقيقة " التاجيل هو السبب",, أحرف وكلمات معلقة بين الشفاه تحتاج من يكتبها ,,, و غيرها من  الدموع والأفراح و حتى المشاعر المؤجلة التي نحملها كل يوم من مكان إلى آخر.
 نحصيها كل يوم و في قلوبنا خوف من نقصانها لأنها تشعرنا بالامان و نشعر بأننا  مرغوبون وهناك من يحتاجنا في هذه الدنيا .

بالأمس القريب كنت أنظر بعين الإعجاب لكل شخص ملتزم بأعماله و مسؤولياته و أنظر بعين السخط لنفسي و أوبخها كل مساء لتأجيلها و أعدها بالهدايا في حالة التخلص من هذا المرض ولكني اليوم أيقنت أن التأجيل صفة بشرية طبيعية تلازمنا ولا نستطيع العيش من دونها ,,, ضرورة لإستمرار شعور العظمة الذي نبحث عنه منذ زمن طويل ,,, البعض يعترف بالتأجيل والبعض الآخر مازال يبحث عن مكان داخل إطار المثالية .

Comments

Popular posts from this blog

رحيل اضطراري

الخريف

همسات الإنتظار

ضجيج المدينة