قهوة الركود - الجزء الأول
افتتح العم صابر قهوة الركود في نهاية آب عام2009 حين
تقاعد من وظيفته الحكومية كمعقب معاملات في إحدى الدوائر الحكومية. اختيار الإسم
لم يكن صدفة بل كان لهدف في نفسه لا يعلم به
أحد. أما هيئة القهوة فهي تقليدية الملبس أجنبية المذهب.
جدرانها مغطاة بصور أبطال ذكريات العم صابر و لا أحد
يعلم أسمائهم أو حتى هوياتهم. إضاءة صفراء معتدلة
الإنارة و أثاث حديث معشق بلمسات الماضي.
أما قائمة المشروبات فهي تختلف من زبون إلى آخر، لتناسب
أذواق جميع الأطباع والمذاهب داخل جدران القهوة. إلا أن موسيقى العود ترافق جميع
المشروبات.
أما على الصعيد الأمني، لم يحدث أي شجار بين رواد القهوة
حتى اليوم رغم اختلاف الآراء والمذاهب الفكرية و السيرة الأمنية.
رواد المكان لا يتغيرون كثيراً و لا يخلوا الأمرمن عابري
سبيل قد يعودوا و قد لا يعودوا. ولكل منهم ركنهُ المفضل وللزوار أماكن مخصصة
أيضاً. رواد المكان لا يعلمون شيئاً عن العم صابر ولكنه يعلم عنهم كل شئ. وإن
سألته عنهم سيخبرك قصصهم التي لا تتجزأ عن حياتنا ويقول : هم حفنة قهوة إختلفت
دراجات التحميص.
أبرز رواد المقهى : سعيد بائع الشعارات، ربيع صحفي لم
يكتشف، ليث مناصر الحريات و أمير نصير المراة....إلخ
قصصهم معروفة للجميع و غير مصرح الحديث فيها في مجتمع
مازال يهتم ببياض الشال لا نعلم ما يختيئ خلفه.
سعيد بائع الشعارات
اختلاط رائحة القهوة برائحة المطر أمر طبيعي في الشتاء
,,, جدران قهوة الركود ما زالت تحتفظ بجمالها البالغ من العمر عامين منذ أول لقاء
تحت سقفها.
يوماً طبيعي ولقاء معتاد ,,, أمل تبحث عن مبرر لتأخر
سعيد في خطبتها و سعيد يتحدث عن أطفال غزة وثكلى سوريا وآثار بغداد و مشروع قناة
السويس. ولابد من توزيع الإتهامات والإنتقادات لكل شخص يحمل بصيص أمل أو شعر بنسمة
فرح.
لم تستطع –أمل- أن تمنع نفسها من طرح سؤال:إلى متى؟ هل تنتظرمطراً سحرياً يغسل الألم
والأحزان؟
ليجيبها سعيد بنبرة حزينة: كيف لي أن أفرح و آخرون ينزفون الدماء.سؤال وجواب يرافقان دفع حساب القهوة ككل لقاء.
وفي مساء اليوم التالي، جلس سعيد على مقعده المعتاد يتحدث عن مأساة الشعوب و يحرق السجائر حزناً بينما كانت أمل تجلس في خيمة في الصومال تحدث الأطفال عن موطنها .
ليجيبها سعيد بنبرة حزينة: كيف لي أن أفرح و آخرون ينزفون الدماء.سؤال وجواب يرافقان دفع حساب القهوة ككل لقاء.
وفي مساء اليوم التالي، جلس سعيد على مقعده المعتاد يتحدث عن مأساة الشعوب و يحرق السجائر حزناً بينما كانت أمل تجلس في خيمة في الصومال تحدث الأطفال عن موطنها .
Comments
Post a Comment