قهوة الركود - الجزء الثالث
أمير نصير المرأه
نشأ أمير
في بلدة صغيرة سكانها يعرفون بعضهم البعض. سكان القرية يؤمنون بضرورة التعليم
للذكر و الأنثى لعشقهم لسماع الشعر العربي الأصيل في جميع المناسبات.
أمير معلم
لغة عربية للمرحلة الثانوية و صاحب مكتبة القرية التي تحتوي على أجمل دواوين الشعر
عبر العصور.
سكان القرية يحبونه و يطرقون بابه كلما ضاق الحال فيهم و يسألونه عن كل ما
قد يخطر في بالك و ما لا يخطر. على سبيل المثال: تسأله أم سعيد في بداية كل فصل عن
الأغذية الضرورية لصحة سليمة و يسأله الطلاب عن تخصصات الجامعة، أضف إلى ذلك فهو
أهم مرجع للبحث عن كتاب أو قصيدة تناسب المناسبات المستمرة.
أستمر الحال لسنوات إلى أن طرقت سحر باب أمير طالبة منه التدخل لإيقاف
زفافها من أحمد النجار؛ فهو يكبرها بخمس عشرة سنة و متزوج من أخرى ، فسكان القرية
دون استثناء يأخذون بمشورته و لا يرفضون له طلبا مهما كان كبير. على جناح
السرعة توجه أمير لوالد سحر إلا أنه رفض التحدث بالأمر و أخبره بأنه أباها وهو
أعلم بالأصلح لها ثم طرق باب أحمد النجار، فأجابه: بأنه أحبها عندما رآها في حفل
زفاف شقيقها الشهر الماضي و قد حاول جاهداً مقاومة الفكرة و لكن يجد نتيجة ، و
عندما طلب يدها من أبيها وافق على طلبه. و لا يمكنه التراجع عن طلبه لانه
يحبها و سيجعلها تحبه حين تسكن معه.
حاول أمير مراراً و تكراراً أن يقنع أحمد بأن سحر لا تريد الزواج منه و
أنها مجبرة و مازال يملك الوقت للتراجع إلا أنه لم يصل إلى نتيجة.
لم يجد أمير أمامه سوى الحديث إلى مشايخ القرية إلا أنهم رفضوا التدخل بحجة
أن الأمر شخصي و لا يحق لهم التدخل. و مع اصرار أمير بالتدخل تعالت الاصوات
المطالبة بتحجيمه و إتهامه بتجاوز الحدود و المطالبه برحيله من القرية.
تلك الحافلة كانت أشبه بسفينة فضاء نقلته من الأرض إلى الفضاء المجهول
حاملاً معه قضية سحر. أصبح يكتب عن مجتمع الفتيات تحت إسم مستعار و قراءه من جميع
الأعمار و كلا الجنسين إلا أنه لم يلبي أي دعوة لمؤتمر أو مقابلة لخوفه من عيون
سحر التي ترافق أحلامه كل ليلية. أما على الصعيد الشخصي فلم يتزوج لانه لا يعلم إن
كان يحمل في داخله رجل نقيض كتاباته و يانتظار الفرصة ليخرج إلى النور.
Comments
Post a Comment