خريف الذكريات

مصدر الصورة

صباح خريف جديد ... أشجار الحديقة المجاورة بدأت بنزع ثوبها الأخضر و ارتداء ثوبها الخريفي.. و كوب قهوة يختبئ بين كفيها بينما رائحة القهوة تغزو ذاكرتها و توقظ حديث عن فرد سجاد و تعزيلة ما بين الصيف و الشتاء ... لا تستطيع أن تجد كلمة تعبر عن كرهها و ألمها من هذه العادة لأنها مجبرة على التخلي عن جزء من ممتلكاتها التي لم تستخدمها منذ آخر تعزيلة بحسب نظرية أمها.

 و ما أكثر الصراخ و البكاء... كيف لها أن تتخلى عن فستان ارتدته في حفل نهاية العام قبل عامين.  لا تستطيع أن تتخيل صيفها من من غير بجامتها الزرقاء و لا يوجد حذاء مريح كهذا الحذاء... 

كيف لها أن تلقي رسائل كانت تتبادلها خلال الحصص مع صديقتها و تلك الرسومات التي لا تمد للفن بصلة و لكنها تحمل قصص عام سابق.. كانت تحاول تخبئة  ما تستطيع لتخفيف ألم الفراق... بعضها نجح و بعضها خاب.

بعد سنوات أيقنت أن الذكريات الحقيقية  هي تلك التي تحفر في الذاكرة و لا تموت برحيل الجمادات ... تلك الذكريات تجعلنا نرقص فرحا كأواراق الخريف في يوم عاصف...

تلك ذكريات دفعتها نحو الحديقة لترقص بين الأوراق المتساقطة لتسترجع شريط الذكرياتها .... لتحمل مخزونا من الفرح للخريف القادم.




Comments

Popular posts from this blog

رحيل اضطراري

الخريف

همسات الإنتظار

ضجيج المدينة