بين ملايين الكلمات و آلاف الضحكات و مئات الأحزان ننثر مشاعرنا في الحياة. يخيم الصمت علينا ليغرقنا في دوامات الفرح أو الحزن و الذكريات أو حتى المستقبل البعيد . فنرى أنفسنا عبر أحلامنا بينما يرانا الآخرون عبر أفعالنا في الحاضر ، و تبدأ الفجوة بيننا و بين الآخر . آه آه آه من الآخر .. إنه لا يعرف ما يجول في أذهاننا و ما نشعر به اتجاه الحياة. لكل منا لحن ينشده على حدى .. قد لا نسمع حتى لحن من يجلس بجوارنا ، فتتسع الفجوة من جديد و يصبح الآخر بعيدا أكثر من ذي قبل. فحقا .. كم منا فكر أن يسمع لحن الآخر؟؟؟ قد بحثتُ عنك بين ملايين الأشخاص , رسمتُ ملامح وجهك على نافذتي في الشتاء و على غيوم ليلة صيفية هادئة ، أخبرت النجوم عنك ملايين الحكايات و غرقتُ في النوم ليلا لعل الحلم يجمعنا . اقتربتُ منك أيها الآخر بخوف و كأنني أسرق النظرات من عيون الناس و قلبي يرتجف من شدة الخوف ، ارتديتُ معطفي الشتوي كي لا تسمع النبضات الخائفة ...الحزينة ..الوحيدة . اعذرني لأني لم أعد أقوى على المكوث ؛ فلحني أصبح خافتا و اقترب من الموت ، يلتقط أنفاسه الأخيرة في هذه الحياة....