الآخر


بين ملايين الكلمات و آلاف الضحكات و مئات الأحزان ننثر مشاعرنا في الحياة. يخيم الصمت علينا ليغرقنا في دوامات الفرح أو الحزن و الذكريات أو حتى المستقبل البعيد . فنرى أنفسنا عبر أحلامنا بينما يرانا الآخرون عبر أفعالنا في الحاضر ، و تبدأ الفجوة بيننا و بين الآخر.
آه آه آه من الآخر .. إنه لا يعرف ما يجول في أذهاننا و ما نشعر به اتجاه الحياة. لكل منا لحن ينشده على حدى .. قد لا نسمع حتى لحن من يجلس بجوارنا ، فتتسع الفجوة من جديد و يصبح الآخر بعيدا أكثر من ذي قبل. فحقا .. كم منا فكر أن يسمع لحن الآخر؟؟؟
 قد بحثتُ عنك بين ملايين الأشخاص , رسمتُ ملامح وجهك على نافذتي في الشتاء و على غيوم ليلة صيفية هادئة ، أخبرت النجوم عنك ملايين الحكايات و غرقتُ في النوم ليلا لعل الحلم يجمعنا.
اقتربتُ منك أيها الآخر بخوف و كأنني أسرق النظرات من عيون الناس و قلبي يرتجف من شدة الخوف ، ارتديتُ معطفي الشتوي كي لا تسمع النبضات الخائفة ...الحزينة ..الوحيدةاعذرني لأني لم أعد أقوى على المكوث ؛ فلحني أصبح خافتا و اقترب من الموت ، يلتقط أنفاسه الأخيرة في هذه الحياة. 
 موت لحني لا يعني موتي بل ولادتي من جديد و لكن من دونككم تستغرق عملية ولادة هذا اللحن الجديد ؟؟ لا أعلم ، و لا أهتم لآلام ولادته لأنه سيشفي أوجاعي و يبعدني عن لحنك الذي كاد يخنقني.
أيها الآخر .. ارحل أو ابقى لا يهم ، فأنت في عداد الأموات الأحياء في حياتي. برغم كل الآلام التي تملئ قلبي .. يوجد لك شيء في قلبي لن يتملكه أحد غيرك ؛ لأنك تملك لحن أحبه قلبي و سكن روحي و كان معلم لي.
قبل أن أدفن لحني القديم أود أن أرى ابتسامتك للمرة الأخيرة لتكون آخر ما رأيت كما كنت أحلم دائما.

Comments

Popular posts from this blog

رحيل اضطراري

الخريف

همسات الإنتظار

شكراً لكونك أنت