Posts

Showing posts from 2013

HaPpY New Year

Image

رمشة عين

Image
من خلف نافذتها الصغيرة تُراقب الليل,,, تتبع مسار الشُهب بأناملها الناعمة ,,, تُرسل رسائل مع القمر لسكان الأرض ,,, قلبها يرتجُف بين بين ضلوعها فرحاً و خوفاً ,,, تتجول في غرفتِها بين الحين و الآخر تعزفُ بخطواتِها لحناً غريب جميل حزين ,,, لحن لم يعزف بعد ,, تقترب من الباب,,, ترفعُ يَدها الصغيرة الباردة برجفة حائرة نحو يد الباب و لكن سرعان ما أن تعود إلى جيبها ,,,, في الزاوية كرسي هزاز من خيزران ورثته عن جدتها لأمها ,,, بجانبه مذياع قديم - أول مذياع أمتلكته عائلتها -, أما الجدران كانت تبدوا جميلة بورق مزهر، و فوق سريرها فقد كانت تزينه صورة العائلة ,,, كلما رأتها كانت تتكلف الإبتسامة,,, ليل طويل في داخلها لا ينتهي بشروق الشمس ,,, ليل تتعاقب عليه الفصول ,,, ليلٌ لم يكتب عنهُ في روايات ,,, ليل يمزج بين السلم و الحرب ,,, ليلها لا يشعر به أحد ,,, يتسلل إلى نفسها شعور بالغربة ,,,, غربة عن نفسها ,,, عالمها و حتى نفسها ,,, ترغب بالخروج للبحث عن سم قاتل لهذه الغربة التي تسيطر عليها و لكن الخوف من شيء ما وراء الباب يكبل يديها الصغيرتين,,, كذلك خوفها يمنعها أن تتخلى عن أي من محتويات غرفتها فت

ثورة النسيان

Image
أقف في غرفة مظلمة في يدي اليمنى خيزرانة أطرق بها على لوح أسود كتب عليه بطبشور أبيض  "النسيان" لا يوجد سوى طالب واحد يدعى "العقل". منذ سنوات و أنا أدرس نفس المناهج و في كل إمتحان رسوب فاجع. مارست كل مهارات التعليم التي أعرف و لم أصل لدرجة النجاح. لُمت طالبي و نفسي و نسيت أن العملية التعليمية تتكون من أربع عناصر: المعلم و التلميذ و المنهج و الصف الدراسي.  فمشكلتي تكمن في الصف الدراسي فقد أجلست طالبي في غرفة مظلمة جدرانها مغطاة بصور تسكنها أرواح لطالما حاول نسيانها. تلك الأرواح تملك سُلطة عليه أقوى من سُلطة الخيزران و تملك أصوات تعلو على كل الأصوات ... كيف للعقل إن يرسل بأشخاص و أحداث إلى الذاكرة و هو يسكن معها و لا يرى غيرها ...  لقد أخطأت في إختيار المكان المغلق و لذلك قررت أن أعود لأيام الأجداد لمدرسة  حديقة أرضيتها من العشب الاخضر و سقفها السماء و بلا جدران رغم خوفي من أن يتشتت تلميذي بعابري السبيل و زقزقة العصافير و منهج معلم آخر- و لذلك قررت أن أحتفظ بل خيزرانة لعلي أحتاجها -  اليوم الأول لم يختلف عن سابقه و لا حتى الشهر الأول و فكرة العودة للغرفة المظلمة

ألوان الحياة

Image
في اللحظة الأولى و مع النفس الأول لي في هذه الحياة   ,  وضعت الممرضة بين يدي    لوح أبيض و بجانبي علبة ألوان . و قالت : "هذا لوح سترسمين عليه حياتك و سيتمدد كل عام لا, لا بل كل يوم و علبة الألوان بجانبك قد تحصلي على ألوان غير الموجودة و قد لا تحصلي . مزج الألوان مسموح و الإبتكار مطلوب و المسح ممنوع   ".  كأن  تفكيري في       تلك اللحظة  محدود و أحلامي لم ترسم و أنانية طفولة مسيطرة و لساني يردد :"سأرسم هذا الوح بنفسي و لن أسمح لأحد أن يقترب منه ,,,,, و لا حاجة للممحاة "  علبة ألواني تحتوي كثيرأ من الاقلام : قلم الفرح و    الحزن ,,, قلم الإبتسامة و الدمعة ,,, قلم الصبر و العجلة   ,,,   قلم العمل و التكاسل   ,,,  قلم الشعور  والجمود,,,  قلم الإتزان و التشتت ,,, قلم الحلم و الحقيقة ,,,, قلم الحب و الكراهية ,,,, قلم الصدق و الكذب,,, قلم التواضع و الغرور,,, قلم الشكر و الجحود ,,, قلم التوكل و التواكل ,,, قلم الجبن و الشجاعة   ,,,   قلم الأمل و اليأس ,,, قلم الصديق و العدو ,,, قلم القريب و الغريب ,,, أقلامي كثر و من حين إلى آخر يقدم القدر هدية قلم جدي

تشرين الثاني....2013

Image
تشرين الثاني ,,, الشهر ما قبل الأخير ,,, بدأت الشركات الكبيرة و الصغيرة بمختلف المجالات بحصد نتائج العام الحالي و رسم الخطط المستقبلية للعام القادم ,,,  أما على الصعيد الإنساني فقد بدأ العرافون و المنجمون بمقارنة توقعاتهم للعام بأرض الواقع ,,, و سرد قصص و أحلام للعام القادم ,,, منذ أكثر من عامين و برجي يخبرني عن أرتباط في الثلث الأخير من العام و مع ذلك لم يحدث أضف إلى ذلك أنهم يخبرونني بأن حظي عاثر في بداية العام ويجدر بي أنتظر النصف الثاني ,,, أما هذا العام فقد قررت أن أتنبأ لبرجي بنفسي لعل خيالي يسعفني بشيء جديد ,, الفرق بين توقعاتي و توقعاتهم  إني سأرسمها على ورقة تحمل لون تجربتي و ما تعلمت  هذا العام و الأعوام السابقة ,,, و قبل أن أسمح لخيالاتي بالسفر من عام إلى عام ,,, سأرتب حقائب السفر ,,, عدد الحقائب و الوزن غير محدد ,,, لكن ما داخل الحقائب مسؤوليتي ,,, و ما أحمله معي لا أستطيع أن ألقيه في منتصف العام بل سينتظر معي حتي نهاية العام القادم ,,,  كانت البداية من المواعيد المؤجلة ,,, و لفت إنتباهي موعد مؤجل منذ العام الماضي ,,, أنه موعد مع نفسي ,,, في زحمة الحياة  نس

الخريف

Image
"للخريف محطة في حياتي" ,,, عبارة سيطرت على تفكيري مع بداية شهرِ أيلول - بداية الخريف - أوراقُ الاشجار بدات بنزع ثوبها الأخضر لتلبس ثوب الخريف الاصفر,,, عبارة رسمت صورة في خيالي ,,,, صورة متحركة تملك روح و رائحة ,,, أشتمُ رائحة الخريف فيها,,, إنها صورة حياتي ,,, تلك العبارة صورت حياتي بغرسة صغيرة زرعت في بستان الحياة ,,,, كانت ضعيفة في البداية  قابلة للكسر مع نسمات الصباح ,,, لكنها كبرت برعاية مع ما حولها من الاشجار ,,, و اليوم أصبحت شجرة مستقلة ,,, قادرة على التكيف مع تقلبات الفصول ,,, لكل جزء منها معنى و قصة ,,, فساق الشجرة هي أفكاري الأساسية و مبادئي في حياة,,, إحتياجتي اليومية ,,, لا أستغني عنها و لا أتخيل حياتي من دونِها - أهداف و أحلام - أما فروع الشجرة هي ما تركته لي فصول الاعوام السابقة ,,, تجارب أختبرتني و استطعتُ من خلالها معرفة خبايا نفسي ,,, تجارب أجبرتني على الوقف لحظات للتفكير و أحيانا لاتخاذ قرارات بعفويه ,,, لتلك الفروع أغصان صغيرة ,,, بعضها سيرحل مع الخريف و بعضها سينتظر الربيع القادم معي ,,, و البعض لن يتحمل قسوة الشتاء فينكسر ,,, تلك الفروع أشخاص مر

همسات هو و هي: لعبة زفاف مفككة

Image
مصدر الصورة لفتَ إنتباههُ صورة تحتضنهُما يوم الزفاف و قد تحولت إلى لعُبة مفككة منذُ اليوم الاول,,, تساءل لسنوات عن سرِ هذه اللُعبة,,, وكانت تزداد حيرته حين يرى زوجته تفككها ثم تعيد ترتيبها بين الحين و الآخر ,,, صمت لسنوات و لكن في عيدِ زواجهما الأربعين قرر أن يفاجئها و يُحضر لها لعبة تحمل صورة جديدة ,,,   ابتسمت  و قالت: أعلم أنك تتساءل عن سرِ هذه الصورة وبهديتك اليوم اليوم أيقنتُ أنك لم تدرك المغزى منها ... فأجاب: أجل، في البداية كنت أظن أنها جزء من عادات عائلتك ثم ظننت انها وسيلة لتفريغ غضبك كلما غضبت مني فتحطمي   رأسي لكن كنت تعيدين ترتيبها في أيام الفرح ايضا و خشيتُ ان أسالك فأكون متطفلاً على خصوصيتك التي طلبتِها منذ اليوم الاول ,,, ابتسمت و قبلت جبينه و قالت: في كل مرة أعيد ترتيب هذه اللعبة أشعر بأن شيء قد تغير فأعيد ترتيبها لأضيف هذا التغيير إلى ملامحنا يوم زفافنا و بذلك أكون قد تزوجتك و تزوجتني و نحن على يقين بما في قلوبنا ,,, ملاحظة: تم نشر هذا المقال في مشروع قلم 

ولدت من جديد

Image
-          حبيبي -          ما رأيكِ لو تناولنا العشاء سوياً هذه الليلة؟ -          أين؟؟ -          إختاري المكان الذي تحبين -          (حضنت قلبها بيدها الباردتين و همست له: أنه الموعد الذي تنتظره منذ شهرين) ما رأيك لو أتيت إلى منزلي و أعددت لك دجاج و الخضار الذي تحب ؟؟ -          حسنناً موعدنا في الثامنة -          بإنتظارك -          سلام أغلقت الهاتف و قلبها يرتطم بقفصها الصدري و شفتيها تحاول تهدئته.  دقت الساعة معلنة الرابعة عصراً , أسرعت إلى المطبخ و بدأت بإعداد الطعام ,للحظات كان يتهيا لها أن الدجاج مازال على قيد الحياة من شدة النبض في جسدها. كانت تحاول أن تنقل تفكيرها من قلبها إلى دجاجة باردة و خضروات ملونه, يداها ترتجفان و صوت سكين ترتطم بلوح تقطيع يتزامن مع طرقات قلبها, و صوت الساعة يعلو و يعلو و أفكارها في حالة غليان ,,, و صور تدور حولها ,,,, جرحت شاهدها مرتين ,,, و تمتمت بملايين الاغاني و حال قلبها لا يتغير ,,, أمضت ساعتين و نصف في المطبخ ,,, لتخرج إلى الصالة توزع الشموع في كل مكان و ترش عطرها في كل ركن حتى على منديل الطعام ,,, و طرقت الساعة لتعلن السا

قرض اللقاء الأول

Image
في اللقاء الأول تحت أشعة القمر و نسمات رقيقة عذبة و رائحة الياسمين لابد و أن يطرح سؤال: حدثني عن نفسك؟ أو من أنتَ أو أنتِ؟ هذا السؤال فرض على الحوار الأول لأبناء آدم و بنات حواء.  رغم أني قد أكملت السادسة و العشرين من عمري و قد تجاوزت الكثير من الإمتحانات إلا أنه مازال السؤال الأصعب بالنسبة لي. كلما سمعت ذلك السؤال تشتعل ثورة في داخلي بين الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي و يساندها سلبيات شخصيتي و التي لا ترغب أن تخرج إلى العلن في اللقاء الأول.. أما الطرف الثاني فهو جميع الأمور التي رغبت بتحقيقها و لم أستطع .. لتقصير مني يموّله إحساس بأن الحياة لم تمنحني الفرصة لإمتلكها ..بدافع رمي الذنب على غيري.  لذلك أصمت و أكتفي بإبتسامة صفراء لا يعرف المحقق الكونان الساكن في الشخص الجالس أمامي ماذا أقصد .. و تحت عجلة الإصرار أجد نفسي ملزمة بالتصريح عن بعض الأمور  كدراستي و عمري و المكان الذي أسكن.. رغم يقيني المطلق أنّ السائل ينتظر إجابة أخرى.. و حين أجد إلحاحاً شديداً أتهرب من الموضوع بقول : إسال ما تريد أن تعرف و سأجيب.. و بذلك أدفعه لحيرة السؤال لأخد قسطاً من الراحة..  و لكل ما

عُملةٌ زائفة

Image
توقفت سيارتها أمام العمارة فتحت بابها وضعت قدمها اليسرى على الأرض ثم اليمنى ... نزعت حذاءها الأسود و وقفت ... أغلقت باب السيارة بقدمها و سحبت معطفها الأحمر على الأرض كان شعرها يغطي وجهها ... استقلت المصعد إلى الطابق الرابع ... فتحت باب شقتها ... ألقت الحذاء و المفتاح و الحقيبة على الارض و أغلقت الباب بقدمها اليمنى ... أغلقت سلسلة الباب ... وسارت أربع خطوات و سقطت على الأرض ...   طوت ركبتيها إلى جسمها و أغلقت يداها على جسمها ... و أغمضت عيناها محاولة سرقة النوم ... مرت ساعة و لم تغف ...  فتقلبت نحو الجانب الأيسر لعل النوم ينتظرها هناك و لكنه لم يأتي ... لم يبقى سوى محاولة النوم على الظهر ... فلم تستطع أن تغمض جفنيها، وأمعنت النظر في السقف الذي كان يعج بالصور ... تنهدت و قررت التوجه نحو غرفتها و تغيير ملابسها لعل النوم يأتي ... لم تستطع الوقوف فزحفت على أطرافها كالطفلة لم تكمل السنة من عمرها، استبدلت فستانها الرمادي بملابس النوم الزرقاء و مدت جسدها على السرير تقلبت من جانب إلى آخر و من وضعية إلى أخرى دون جدوى لم تستطع النوم و لا التوقف عن التفكير و اللوم ... إنها السادسة صباحا بد

قانون التصنيف

Image
مصدرالصورة تعود بي الذكريات إلى المدرسة ,,, فأتذكر كيف كانت المعلمات توزّع  أسماءنا   في قوائم الصفوف في بداية كل عام ,,, كان التصنيف يبدأ   بالمتفوقين  و ينتهي بالملزمين على الدراسة , أو كارهينها لأسباب عدة قد تكون المعلمة الصف أولها. كنت أعتقد أنه التصنيف الوحيد الذي   سأواجهه  في الحياة ،،، و لكن   سرعان  ما تعرفت على تصنيف الفرع للمرحلة الثانوية ,, العلمي و الأدبي و التجاري و الصناعي و التمريض .... الخ ,,, أذكر   أنني  كتبت في   الإختيار  الاول علمي و الثاني تجارة و الثالث صناعي ,,, لا أذكر لماذا؟؟ لكن أتذكر   أنني    لم   آخذ    الموضوع على محمل الجد في ذلك الوقت.  و بعد عامين كان عليّ أن أقف أمام تصنيف جديد و هو تخصصي الجامعي ,,, كان السؤال الذي يُطرح : مع أي فئة ترغبي بالجلوس ؟؟ ثم تبدأ قصص كانت   تروى   عن كل فئة من وجهة نظر و   تجربة خاصة بحتة  ,,,, فتربعت فكرة في مخيلتي بأنّ الناس تُصنف بحسب دراستها الجامعية أو بحسب مهنها ,, في ذلك الوقت اعتبرته تصنيفٌ عادل إذا كان هذا اختيار الشخص و لم يُفرض عليه.  و مضت الأيام و   اكتشفت   الحقيقة ,, حقيقة أن المهنة و الدراسة في

همسات هو و هي: البحث عن صاحب العطر

Image
مصدر الصورة رائحة العطر تفوح من كل صفحة من كتبها ,,, أمضت أعوام تبحث عن صاحب العطر مع كل شاب تقدم لخطبتها ,,, تجاوزت الثلاثين و مازالت تبحث عن صاحب العطر و في عيد ميلادها الأربعين كانت تبحث عن كتاب فإذا برائحة العطر تأتي من الخلف لتسألها إن كانت تريد مساعدة ,,,  لتتفاجأ   بأن صاحب العطر هو صاحب المكتبة التي تشتري منها الكتب  ,, ملاحظة: تم نشر هذا المقال في مشروع قلم