تشرين الثاني....2013


تشرين الثاني ,,, الشهر ما قبل الأخير ,,, بدأت الشركات الكبيرة و الصغيرة بمختلف المجالات بحصد نتائج العام الحالي و رسم الخطط المستقبلية للعام القادم ,,,
 أما على الصعيد الإنساني فقد بدأ العرافون و المنجمون بمقارنة توقعاتهم للعام بأرض الواقع ,,, و سرد قصص و أحلام للعام القادم ,,, منذ أكثر من عامين و برجي يخبرني عن أرتباط في الثلث الأخير من العام و مع ذلك لم يحدث أضف إلى ذلك أنهم يخبرونني بأن حظي عاثر في بداية العام ويجدر بي أنتظر النصف الثاني ,,,
أما هذا العام فقد قررت أن أتنبأ لبرجي بنفسي لعل خيالي يسعفني بشيء جديد ,, الفرق بين توقعاتي و توقعاتهم  إني سأرسمها على ورقة تحمل لون تجربتي و ما تعلمت  هذا العام و الأعوام السابقة ,,, و قبل أن أسمح لخيالاتي بالسفر من عام إلى عام ,,, سأرتب حقائب السفر ,,, عدد الحقائب و الوزن غير محدد ,,, لكن ما داخل الحقائب مسؤوليتي,,, و ما أحمله معي لا أستطيع أن ألقيه في منتصف العام بل سينتظر معي حتي نهاية العام القادم ,,,
 كانت البداية من المواعيد المؤجلة ,,, و لفت إنتباهي موعد مؤجل منذ العام الماضي ,,, أنه موعد مع نفسي ,,, في زحمة الحياة  نسيت أن لنفسي  علي حق و أن من حقها أن أجلس معها مرة كل شهرين على الاقل ,,, لابد  أنها قد تغيرت ,, أحبت شيء ما أو كرهت شيء ,,, و ربما تغيرت طبيعتها ,,,
 عندها أسرعت إلى مرآتي ,,, نظرت بصمت إلى نفسي و بدأت أتلمس التغيرات ,,, تذكرت أشخاص كثر ,,, و أحداث سعيدة و حزينة ,,, لم أقف عند الاحداث بقدر تأملي لملامح وجهي ,,, عندها أدركت بأني قد تغيرت و أني خليط لكل من قابلت ,,, للمرة الأولى أرى لون عيناي بوضوح , ربما لان طريقة نظري هي التي تغيرت ,,, و بعدها قررت أن أجلس مع نفسي للحديث بأمور مختلفة ,,, شعرت بغربة عن نفسي ,,, فاكتشفت كم تغيرت و لم يكن هذا التغير حصاد عام بل عامين أو أكثر ,,, و هنا كان أول التوقعات موعد مع شخص مميز في العام القادم ,,, ليس نوع من الغرور بل نوع من الإعتراف بأن كل شخص مميز في هذه الحياة و أننا نحتاج إلى نفض الغبار عن أنفسنا ,,, ثم وجدت نفسي أكررها سبع مرات كنوع من الاصرار,,,
منذ سنتين كلما تذمر شخص أمامي من روتين الحياة و عبر عن رغبته بالتجديد ,, نصحته أن يستعير يوم من شخص يعجبه ,, إن سارت الامور كما يحب فليمزج بين يومه و اليوم المستعار,,, لذلك سأطبق نصحيتي و لكني سأستعير مواقف أشخاص قادرون على إستفزازي و إثارة غضبي سواء بردود أفعالهم أو مواقفهم أو نمط الحياة لعلي أكتشف سراً جديداً ,,, و بذلك أكون أضفت توقع جديد و هو هدية من شخص يحب إثارة غضبي,,,
 و للمرة الأولى أجد نفسي أكتفي بالمسؤوليات التي أملكها و لا أرغب بإضافة شيء جديد ,,, قد يرجع السبب إلى رغبتي بالتركيز على ما أملك و رغبتي بأن أجعل منه شيئا مميزا ولو كان بسيطا,,, فلم أعد أكترث بالكثرة بقدر إكتراثي بالجودة ,,,
تلك كانت تنبؤاتي لبرجي للعام القادم لا أعلم ما مدى صدقها و لكن فضولي يدفعني للتمسك بها,,, أما حقائبي فمازالت تحتاج إلى ترتيب ,,,

ملاحظة: تم نشر المقال في  مشروع قلم و‏سواليف

Comments

Popular posts from this blog

رحيل اضطراري

الخريف

همسات الإنتظار

شكراً لكونك أنت