ثلاثة في واحد "3 في 1"

عبارة 3 في 1 نقرؤها على أكياس تحتوي القهوة السوداء المرة قد خلطت بحليب أبيض تتفاوت حلاوته من من شخص إلى أخر و حبيبات سكر بيضاء بنكهة جميلة يستسيغها الجميع ,,,, تلك كانت القهوة ,, ماذا لو كان الإنسان 3 في 1 !!!!

أول ما يتبادر للأذهان شخص منافق ,,, شخص كاذب ,,, ماذا سيحدث إن أخبرتكم بأن الشخص الطبيعي 3 في 1 ,,, قبل أن تجيب بنعم أو لا ,,, سأدعوك لقليل من الصبر ,,, سنغمض أعيننا ,,, سنرى أمام كل شخص منا ثلاث مرايا ,,, و كلها تحمل صورا لك ,,, 

الأولى ستظهر لك صورتك كما يرها الناس و الثانية ستظهر صورتك كما تراها أنت أما الثالثة فهي صورتك كما ترغب أن تكون في المستقبل ,,, ثلاث شخصيات في جسد واحد -3 في 1 - ، السؤال الذي قد يتبادر للأذهان الآن ماذا عن المنافق ؟؟!! إنه 4 في 1 الأولى الصورة التي يراها الناس و الثانية صورته في مخيلته فيرى نفسه بثوب أبيض و جناحين و حوله هالة و أحيانا يرى نفسه شخص مظلوم و أن الدنيا تعاكسه و أنه محور الكون و قد يرى نفسه شخص قوي صاحب سلطة و يبطش بالناس و الثالثة لا تختلف عن مراتنا الثالثة أما الرابعة فهي الصورة الحقيقية التي لا يدركها فهي تتمثل بصورة مسن قد خانته معظم حواسه منها النظر فلم يعد يرى أبعد من أنفة و عقلة الذي يصاب بالخرف أحيانا لأنه يخبر الأشخاص بقصص لا وجود لها و أحيانا بالزهايمر لأنه لا يعرف لمن أخبر القصة و على من كذب .

 لا أعرف أي المرايا سوداء كالقهوة و أيها بيضاء كالحليب و أيها بحلاوة السكر,,, و لكنني أدرك أنهم يلعبون لعبة الكراسي و لكن بعدد ثابت و كراسي بعددهم و لكنهم يغيروا أماكنهم – قوانين النفس البشرية - .

 رغم أنها ثلاث شخصيات و قد تبدوا للبعض أنها مفصولة و لكنني أراها مرتبطة و تؤثر ببعضها و تساند بعضها و لكنني أضيع في ما بينها حين أقف عند نقاط الاختلاف التي لا تروق لي .

 أدرك في قرارات نفسي أن مرآة المستقبل تتكل على المرايا الأخرى و أنها في يوم ما ستنتقل الصورة التي تحملها إلى مرآة أخرى و سترسم صورة أخرى فيها ,,, هكذا أرى الإنسان من الداخل و لا أعلم إن كان هناك من يرى نفس المشهد في مخيلته ؟؟؟ ,,, و لكني على يقين بأن كل شخص يملك فلسفته الخاصة المختلفة و المميزة . 

ملاحظة: تم نشر المقال في مشروع قلم