صدفة



جلست على المقعد و سيل من الافكار يسري في جسدها ,,, حذرها الجميع من هذا المقعد و هذا القرار ,,, أخبروها بأنها ستتألم و ستنزف الدماء و لن يرسو النوم في مينائها لأيام ,,, أخبروها بأن حياتها قد تتوقف لأيام من شدة  الألم ,,, إلا أنها جلست و قررت أن تكمل ما بدات ,, قررت أن تتألم لايام قد تمتد لأسبوع، لتجنب ألم آخر سيزورها كل يوم ولن يزول بمسكن الآلام,, قررت أن تواجه خرافات الموت عن خلع الاسنان التي تقرأها على الصفحات الإلكترونية,,, كانت تعلم أن لا أحد ينتظرها ,,, و أنها ستعود وحيدة إلى المنزل,,, و  أن اول اتصال قد يأتي بعد ساعتين و قد يتأخر لليوم التالي,,, و قد لا يأتي.

كانت ابتسامة طبيبة أفضل ما عبر امامها منذ لحظة دخولها العيادة ,,, كانت تحاول تهدأتها و تخبرها بان قرارها صائب، و أنها قد مرت بهذه التجربة من قبل و كانت سهلة,, طمئنتها وبدأت بشرح التفاصيل خطوة بخطوة,, أخبرتها بأنها عملية بسيطة ,,, ستنزف الدماء و قد تتالم و لكن كل شيء سيكون على ما يرام اذا اتبعت التعليمات,,, و أنها لا تقع ضمن الحالات الخطيرة التي قد تتسبب بأعراض جانبية.

إبرة التخدير الأولى لم تغرس في فكها فقط بل في روحها,,, سلبت قلبها الاحساس و حولته لمضخة دم,,, إبرة التخدير الثانية شلت احساسها,,, و الثالثة اعلنت استنفار الأفكار في رأسها و دعت جميع الافكار لاجتماع عاجل,, و رابعة أجبرت الذاكرة على فتح أبوابها للتخلص من حطام السنوات  و كأن الاسنان مركبة فضائية ستنقل هذا الحطام من داخلها إلى مكان جديد بعيد عنها,, وفي خلفية المشهد كانت Adele  تغني  Someone Like You.


أي صدفة جمعت بين ألم ودم وتخدير و أغنية تخبر بأنها ستجد شيء يشبه في المستقبل ,,, و أي فرصة أتت لتسمح لها بنزع الم دائم بألم قصير الأجل.

ملاحظة: تم نشر هذا المقال في مشروع قلم و جريدة الأيام  و سواليف

Comments

Popular posts from this blog

رحيل اضطراري

الخريف

همسات الإنتظار

شكراً لكونك أنت