بيلسـان

الأول على الصف ,,, المدالية الذهبية للجري ,,, جائزة نوبل للسلام ,,,الأوسكار كأفضل ممثل ,,, وسام كأفضل تجويد للقرآن ,,, الجائزة الذهبية كأفضل موقع ,,, جائزة أفضل موظف ...إلخ

جوائز ومراكزلطالما حلمنا بها ,,, البعض تربع على عرشها والبعض حصل على جوائزها الذهبية و البعض الآخر -مثلي- لم يحقق المركزالأول في حياته ولم يكسب أي جائزة.  منذ زمن ليس بالبعيد كنت أنظر إلى نفسي بعين السُخط لاني لم أحقق المركزالأول طيلة حياتي في كل نوبة اضطهاد نفسي تصبني، رغم أني أشعر بالرضى عن أدائي ومحاولاتي حتى لو بائت بالفشل ويقيني المطلق أني في كل نفس أفكر وأجتهد أكثر من النفس السابق إلا أنني لومت نفسي وتحسرت على المركزالأول.


في مساء الثالث من تموزأطلت زهرة صغيرة برأسها لهذا العالم إسمها "بيلسان" ,,, بيلسان ابنة أختي وأول حفيدة في منزلنا، لذلك لها حصة الأسد من الدلال. في اللقاء الأول لنا – دقيقتين- تذكرت قصة المركزالأول ربما لأنها منحتني شعور الخالة للمرة الأولى و لشدة جمال الشعور جعلني أشعر بأني أحتل المركزالأول.
رغم أنها مازلت صغيرة و حسب قول أختي : "بيلسان ,, تأكل وتوسخ حفاظها و تنام" ,, إلا أنني أرى فيها أكثر من ذلك.  طفلة صغيرة أجابتني عن سؤال " بماذا قضيت سنوات عمري؟" ذلك سؤال يجلدني من حين لآخر أوقفته طفلة صغيرة.

أيقنت أني قد تعلمت الكثير في حياتي,, فاليوم أستطيع أن أعبر ألم في معدتي و أطلب ما أريد و أحبس دمعتي حتى لا يراها صديق سعيد و أصرخ بصمت عميق و أحلم بمستقبل جميل رغم سواد يومي و أني أملك من يكترث لألمي و فرحي وحتى مستقبلي و أملك كتفٌ القي عليه رأسي كلما ضاقت خطاي.

 و أدركت أنني قدحققت المركز الأول في كل مرة واجهت خوف في داخلي و في كل مرة كنت أفضل من سابقها و أني أملك جائزة أغلى من الذهب وهي "بيلسان".

ملاحظة: تم نشر هذا المقال في مشروع قلم 

Comments

Popular posts from this blog

رحيل اضطراري

الخريف

همسات الإنتظار

شكراً لكونك أنت