قهوة الركود - الجزء السابع


كريم من أوائل رواد قهوة الركود ... يُطل كل يوم بملامح باردة، و لم يصدف أن حضر مع صديق. يجلس خلف شاشته يراقب و  يراقب كل من يستطيع مراقبته بانتظار اللحظة المناسبة.

عندما تبدو عليك ملامح التعب و الحزن و اليأس سيشاركك كريم الطاولة سيطبطب و يمسك يدك ليأخذك إلى أسفل السافلين و سيخبرك بأن هذا هو الطبييعي في هذه المرحلة و ينهي حديثه بعبارة : فترة و بتمر، و في قلبه يتمم : إن شاء الله ما تمر ليستمر بدور الحنون و إشعارك أنه مخرجك الوحيد من هذه المحنة. 

و حين تتحسن الأحوال و تبدو ابتسامة على وجهك أو سعادة بسماع خبر منتظر.. سيشاركك الطاولة من جديد و لكن هذه المرة ليذكرك بالماضي الأليم، في حالة إصرارك على الفرح ... سينتقد ردك و يقول لك : أنتَ / أنتِ (مهنتك)  و  يجدر بك أن تتصرف كما يتصرف ال (مهنتك) ثم يصمت بانتظار الرد. 

لن تجد كلمة تعبر من الصدمة فيكمل الحديث: فكرتك بتفهم... و يرحل غاضب بانتظار اعتذارك.

من وجهة نظر العم صابر: وقوعك في كرم كريم شر لابد منه إذا أصبحت من رواد القهوة و لكن الوقوع المتكرر هو خيارك. كريم إسم على مسمى فهو كريم بمشاعره السلبية لتحطيم من حوله و حب السيطرة. 

Comments

Popular posts from this blog

رحيل اضطراري

الخريف

همسات الإنتظار

شكراً لكونك أنت